فيلم لا تنظروا إلى السماء film Don’t Look Up - المقدمة
فيلم "لا تنظروا إلى السماء" هو أحد أفضل الأفلام لعام 2021، تحصل على أربعة ترشيحات لجوائز غولدن غلوب لسنة 2022، ويتنافس على أشهر الألقاب السينمائية أمثال CODA و The Power of the Dog و Cruella.
يعتبر الفيلم هجاءً قويًا لمجتمعنا، قدم من خلاله المثثل الشهير ليوناردو دي كابريو والممثلة المتألقة جنيفر لورانس أداءً ممتازًا ، وترشحهم للغولدن غلوب خير دليل على نجاحهما وإبداعهما.
لماذا يجب عليك مشاهدة فيلم "لا تنظروا إلى السماء"؟
إذا لم تكن الترشيحات الأربعة كافية بالنسبة لك، دعنا نخبرك أن الفيلم يقدم العديد من الإدانات التي تحكم المجتمع والسياسيين ووسائل الإعلام، سنخبرك بالمزيد في قسم التحليل من هذا المنشور، ودعنا نخبرك أن هذه الإدانات والأحكام المطلقة لا تنفي وجهات النظر الحادّة والمنيرة للعقول، لأننا مند زمن طويل ونحن مغيبين فاقدي البصيرة، التبست علينا الأمور وأفقدتنا رؤية حقيقة ما يحدث حولنا.
تفاصيل عن الفيلم
تاريخ صدوره | ديسمبر 2021 في الولايات الأمريكية المتحدة |
البلد | الولايات الأمريكية المتحدة |
الفئة | دراما/ جريمة/ كوميدي |
مدة العرض | ساعتين و18 دقيقة |
المخرج | Adam McKay |
الممثلين | Leonardo Di Caprio (Dr Mindy) – Jennifer Lawrence (Kate Dibiasky) – Meryl Streep (President Orlean) – Cate Blanchett (Brie Evantee) |
قصة فيلم لا تنظروا إلى السماء
يكتشف عالمان فلكيان مذنبًا يدور حول النظام الشمسي، حماسُ هذا الاكتشاف سُرعان ما يتبخر عندما يعلمان بالحقيقة المرعبة، المذنب سوف يرتطم بالأرض في غضون 6 أشهر و 14 يومًا، تدرك كيت ديباسكاي (جينيفر لورانس) وأستاذها الدكتور راندال ميندي (ليوناردو دي كابريو) على الفور العواقب المروعة لتحكم هذا المذنب وهي القضاء على أي شكلٍ من أشكالِ الحياة على كوكبنا الحبيب.
فتبدأ مهمة إبلاغ رئيس الولايات الأمريكية المتحدة لإيجاد طريقة لتغيير مسار المذنب، بتوحيد قوى العالم وإنقاذ البشر من نهاية مأساوية.
كيف سيكون رد فعل العالم؟
بعد المذنب، ما الذي سيكتشفه علماء الفلك أيضًا؟
وماذا يريد الفيلم أن يعلمنا؟
Don’t Look Up -Trailer
قسم النقد - فيلم لا تنظروا إلى السماء - مراجعة وتحليل
(يحتوي هذا القسم على حرق للأحداث، لهذا نقترح مشاهدة الفيلم أولاً ثم الاستمتاع به بهذا التحليل)
حاول المخرج آدم مكاي وطاقمه إيقاظ عقولنا بتفاصيل كثيرة، "دعونا ننظر" لكن ليس إلى السماء بل أمامنا مباشرة، أين يحكم المليارديرات عديموا الضمير كوكبنا وحياتنا، دون أي حق في القيام بذلك !
من يحكم أمريكا والعالم؟ الديمقراطية مقابل الأوليغارشية (حُكم الأقلية)
عندما تنتظر "كيت" والدكتور "ميندي" ورجل ثالث خارج المكتب البيضاوي لشرح الموقف الخطير فوق رؤوسنا، يتعين عليهما الانتظار لأن الرئيسة مشغولة بالاحتفال بعيد ميلادها ومتابعة الاستراتيجيات لزيادة جاذبيتها العامة.
يزداد إحباطهم سريعًا عندما يتحدثون إلى الرئيس أخيرًا، سينتهي العالم ولكن ما يهم السياسيين هو التصويت، والسلطة، وضمان عدم فهم الناس لأي شيء عن هذه القضايا، والحكومة لن تتصرف إلا عندما ترى فرصة محتملة للفوز بالانتخابات القادمة؛
 |
الحكومة الانتهازية تهتم فقط بمصالحها |
شخصيات جديدة تدخل المشهد، ويتوسع الفيلم ليكشف لنا من يحكم العالم حقًا: المليارديرات بأسلحتهم السرية ..
تريد معرفة المزيد؟ تابع القراءة.
قوة البيانات
عندما وافقت الرئيسة أورليان على المهمة، طلب منها بيتر إيشرويل، الرئيس التنفيذي الملياردير لشركة باش، عقد اجتماع عاجل، هنا تترك رئيسة الولايات المتحدة اجتماعها وتستمع له.
ماذا نفهم؟ نفهم أن الأشخاص الذين يحكمون العالم هم الذين يدعمون أحزابًا سياسية معينة مالياً، ثم يأتي المزيد نكتشف أن هذه الفئات لكي تتحكم في الحكومة حقًا، يجب أن تجمع البيانات لابتزاز الناس.
الحوار بين بيتر والدكتور ميندي يجعلنا نتجمد، معتبرين أن هذا يحدث لنا أيضًا، باستخدام البيانات التي تم جمعها بطريقة مثيرة للجدل، يمكنهم التنبؤ بالأمراض التي يمكن أن تصاب بها، وتوصيفك، وحتى تخمين كيف ستموت بدقة تقارب 100٪ تقريبًا،
العمل المخزي لوسائل الإعلام
قرر عالمي الفلك التصرف لأن الاستجابة التي قدمتها الحكومة غير مجدية، وبدلاً من الانتظار كما نفعل عادةً، يتوجهان إلى وسائل الإعلام للبوح بكل شيء، إذا رد العالم السياسي صادمًا بسبب نظامه الفاسد، فإن الإعلام هو صوت الحق.
يبدأ البرنامج التلفزيوني الشهير، ويختار معديه قصة المذنب لتكون الأخيرة في العرض، بعد عرض قصص تافهة، وسائل الإعلام تهتم لقصة حب المغنين Riley Bina و DJ Chello ولا تهتم لقصة نهاية العالم ..
وأسلوب مقدما البرنامج التلفزيوني في طرحهما لأسئلة سخيفة وبعيدة عن هدفها المرجو أثار سخط عالما الفلك، فطريقة تداولهما للموضوع يدفع الناس لعدم التفاعل مع قصة المذنب، حتى لو كانوا سيموتون حقا.
الفيلم يستنكر غباء مجتمعنا، ولا يعترف بوجود أخبار مهمة من صحافة القمامة، الصحافة الرديئة هي المرض الفعلي لمجتمعنا.
ثم يأتي هاشتاغ "#Launchchallenge" ليذكرنا بهوس الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي ..
معظمنا ليس لديه ما يقوله على وسائل التواصل الاجتماعي، بل فقط نظهر غباءنا، للأسف لا يقتصر الأمر على شخص واحد بل أصبح داءً لملايين الأشخاص.
حتى رايلي (أريانا غراندي) النجمة العالمية، بدل أن تلهم الناس رأينا مدى وقاحتها مع الدكتور ميندي، لحسن الحظ أكملت على نحو إيجابي قوس شخصيتها، لتذكرنا بالدور الحقيقي للفنانين: أن يكونوا مصدر إلهام لمعجبيهم وأن يجعلوا العالم مكانًا أفضل.
مجتمع المظاهر
عندما وصل الدكتور ميندي وديبياسكي إلى استوديو التلفزيون، لم يكن الشاغل الأساسي للموظفين هو حقيقة المذنب ومدى خطورته، بل كان العثور على أفضل الملابس لتقديم عالما الفلك.
والحقيقة المؤلمة أصبح الدكتور ميندي مشهورًا لأنه يبدو لطيفًا وليس لدراساته.
وفي الاجتماع الأول بين ديباسكاي والرئيس أورليان، أشار جيسون أورليان إلى أن كيت لم ترتدي ملابس مناسبة، بدلاً من شكرها على مساهمتها في اكتشلف هذا الخطر.
ثم أكبر دليل على مجتمع الماديات والمظاهر كان عندما قررت الرئيسة أخيرًا اتخاذ إجراءات، والبداية بإطلاق ألعاب نارية مذهلة، وجلبها لبطل وطني عنصري.
 |
تصوير سينمائي ممتاز في الفيلم |
فشل السياسيين
إذا لم تستطع حقيقة الموت توحيد العالم فلا وجود لأمل على الإطلاق.
أمريكا لا تريد تقاسم المعادن الثمينة الموجودة في المذنب مع الصينيين والروس، لذلك، يتصرفون بمفردهم ، رغم الاحتمالات المروعة التي قد يصل إليها الكوكب.
حاول الروس القيام بمهمة يائسة لتحويل مسار المذنب لكنهم فشلوا، الصينيون هم الذين أبلغوا الأمريكيين أن المذنب لا يزال سليما.
ماذا سيحدث للعالم إذا اتحدت الجهود وعملت جميع الدول معًا لمرة واحدة؟ ملهمة للأسف.
لماذا تقوم شركة General Themes بتحصيل الأموال مقابل الوجبات الخفيفة والمشروبات المجانية؟
الفيلم لا يرى في الجيش المنقذ، بل على العكس اعتبره جزءً من فشل مجتمعنا، عندما ينتظر ديبيانسكي والدكتور ميندي خارج المكتب البيضاوي، يجلب لهم الجنرال بعض الطعام والمشروبات مقابل المال بعد أن تحصل عليهم مجانا، لا يهتم بالمذنب بل فقط يريد العودة إلى المنزل ويبحث عن أي عذر للابتعاد.
يشير الفيلم بأصابع الاتهام إلى الجرأة والفساد داخل الجيش، ومثال الـ 2000 دولار يترك هذا الانطباع في أذهان المشاهدين ، يتقاضى الجنرال الكثير من المال مقابل طعام ومشروبات مجانية، فقط يمتلك الرغبة في الحصول على القوة والمال السهل.
والفيلم يستنكر من يجب أن يحمينا، أصبح الجيش غير جدير بالثقة وأعمى أمام ما يدور حولنا، كعبيد لمصالحهم وجشعهم.
هل الفيلم يقدم شخصيات جيّدة؟
حتى لو كان من الصعب مقاومة إغراءات المجتمع الغبي والفاسد ، خاصة عندما يبدو جميلًا ومغريًا مثل الشقراء بري (كيت بلانشيت)، لحسن الحظ، لا تزال هناك شخصيات حقيقية وملهمة من حولنا.
على سبيل المثال، علمنا الدكتور ميندي كيف يجب أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإعلام الناس ومشاركة المعرفة المفيدة.
الدكتور أوجليثورب كيف يدين حتى رئيس الولايات المتحدة إذا كان لا يقوم بعمله، كيت ديبياسكي هي الصوت الخارج من الجوقة، ومستعدة دائمًا لقول الحقيقة والقتال من أجل حياتنا وحقوقنا.
يونيو الزوجة المغدورة على استعداد للتسامح لأن الحب يكون أكثر أهمية عند النظر إلى الموت المحدق.
 |
الحب هو القدرة على الغفران توضح يونيو كيفية القيام بذلك |
أخيرًا،
بعد بداية مروعة، علمتنا رايلي أنه يمكننا التغيير والمساهمة في إعلام الناس والاعتناء بالكوكب بمعرفتنا أو مهاراتنا، تمثل شخصية أريانا مصدر إلهام لكل منا، إذن لا يزال هناك شيء جيد على الأرض.
الصراخ ضروري لمن يطلب منا أن نستيقظ.
الفيلم هجاء لمجتمعنا، في محاولة يائسة لإيقاظ عقولنا ودعوتنا للتفكير بأدمغتنا، الحقيقة هي أن ما يقدمه الفيلم على الشاشة هو الواقع الذي نعيشه.
معظمنا لا يفهم أي شيء عن الموضوعات السياسية والاقتصادية وغيرها من الموضوعات المهمة.
ويستخدم عدد كبير من المستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار غبائهم، وينشرون صورًا ذاتية عابسة ويشاركون مقاطع فيديو تافهة، نحن جشعون في الحصول على الإعجابات بدلاً من المعرفة.
مجتمع ليس لديه الكثير ليقوله أو يشرحه أو يشتركه، إنه عالم من المظاهر، والمؤثرين غير المؤهلين بدون عقل أو روح.
لكن يمكننا التغيير كما فعل رايلي، في أجمل مشهد يقول الدكتور ميندي:
نحن بحاجة لسماع الأشياء، ماذا حدث لنا بحق الجحيم؟ كيف نتحدث مع بعضنا البعض؟ ماذا فعلنا بأنفسنا؟ كيف سنصلح هذا؟ رئيسة الولايات المتحدة تكدب بسخف، الإدارة كلها فقدت عقلها اللعين ! وأعتقد أننا جميعًا سنموت. د.ميندي
إذا كان هذا يبدو مألوفًا لك ، فربما لا يكون فيلم "لا تنظروا إلى السماء" مجرد فيلم بل قصة ملهمة لمشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومات علماء الفلك بسلام بينما كان الجشعون يصرخون، نحن بحاجة إلى تغيير عالمنا، لسنا بحاجة إلى عالم جديد، يكفي أن نرى ما فعله البرانتيروكس في Second Nature عندما اكتشفوا البشر.
نحن غير مرحب بهم في الفضاء، وخاصة بعض الأوليغارشية في عصرنا ، الذين يضعون المال والربح فوق حياتنا.
لا تنظروا إلى السماء - الإيجابيات والسلبيات، التقييم النهائي
الإيجابيات
ترشح الفيلم لحفل توزيع جوائز الغولدن غلوب 2022 يعكس الجانب الهادف من فيلم "لا تنظروا إلى السماء".
فيلم يحمل هجاءً قويًا، حزينا وقاسيا، ولا يترك مساحة كبيرة للمشاعر والعواطف، كما هو الحال في "العلاقة" بين الدكتورة ميندي وبري، على وجه الدقة.
الموسيقى جذابة ، وكذلك الأداء الذي قدمه ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورانس وميريل ستريب، على سبيل المثال لا الحصر فجميع الممثلين كانوا موهوبين.
الفيلم هو الصورة الأولية لمجتمعنا المفقود، يقدم دعوة للاستيقاظ قبل فوات الأوان لأن لدينا بالفعل العديد من "المذنبات" التي تضرب عالمنا.
إنه حقًا ملهم ، وقد حاولنا أن نشرح لك السبب.
ملاحظة/
إذا بدا لك الفيلم خيال علمي وغير واقعي، سامحنا لكنك مخطئ ضرب كويكب Chicxulub الذي ذكرته شخصية جنيفر لورانس الأرض قبل 66 مليون عام في المنطقة التي تعرف اليوم بالمكسيك.
كان الحجم المقدر للكويكب بعرض 10 كيلومترات (ستة أميال) وأسفر عن موت 75٪ من الحياة على هذا الكوكب.
يُعرف الكويكب بقاتل الديناصورات، وقد ترك فوهة بقطر يبلغ قطرها 150 كيلومترًا (93 ميلاً) وعمقها 20 كيلومترًا (12 ميلاً).
سلبيات
فيلم "لا تنظروا إلى السماء" فيلم بارد، لا يحمل نسبة من الدراما العالية التي تجعلك تتوحد مع الشخصيات، الشعور الوحيد الذي يطغى هو الشعور بالاشمئزاز،
الفيلم من البداية يسير بخطى فوضوية، "لا تنظروا إلى السماء" يفتقد الإنسانية والشعور بالحياة لكن ربما هذا اختيار المخرج آدم مكاي.
فأبطالنا هم من أهل العلم، وليسوا شخصيات رومانسية تعشق الشعر، هم عقلانيون لأبعد الحدود، فقط ما أفقدهم صوابهم هو إهمال السلطات.
يتيح لنا الفيلم تجربة الشعور الذي نعيشه في عصرنا، حيث لم يعد هناك مكان للحب والعواطف والحياة والحقيقة.
نحن محاصرون تحت قواعد قلة من الأوليغارشية الذين يقررون مصيرنا.
ولا يوجد سوى حل واحد: نحن بحاجة إلى البحث عن حياتنا واستعادتها.
* يمكنك مشاهدة فيلم "لا تنظروا إلى السماء"
الفيلم متاح حاليًا على Netflix ، لكن تحقق من هذا الرابط لمعرفة المكان الذي يمكنك مشاهدته في بلدك.
(المقال الأصلي/ Don’t Look Up. Movie Review and Analysis. 2021 Movie).
تعليقات
إرسال تعليق